كيف أختار التخصص الطبي المناسب لحالتي

التخصصات الطبية مختلفة و متشعبة و من الإمكان أن يندرج تحت كل تخصص العديد من التخصصات و في الكثير من الأحيان قد يذهب المريض إلى طبيب في تخصص مختلف، فيصف له علاجاً لا يفيده و ربما يضره. 

عندما يشعر الشخص بأي شكوى مرضية فإنه غالباً ما يتوجه إلى أقرب طبيب، حيث يقوم المريض أو مرافقوه باختيار التخصص المناسب له. قد يخطئون الطريق فيتجه المريض إلى تخصص مختلف عن احتياجه، فتكون النتيجة ضياع وقت المريض و تأخر علاجه أو علاجه بصورة غير كافية أو غير متخصصة. عادة ما يحدث ذلك بسبب التشخيص الخاطئ و قد يصاب المريض بالاكتئاب لعدم تحسن حالته الصحية على الرغم من التزامه بالأدوية الموصوفة له، و قد تسوء أعراضه في بعض الحالات.

و من أكثر التخصصات التي قد يحدث خطأ في تقدير احتياجك إليها هو تخصص أمراض المخ و الأعصاب، و هذا ينبع من اختلاف الأعراض و الشكوى لمناطق متفرقة في الجسم. إليك بعض الأمثلة على ذلك:

 التائه الأكبر في تخصص أمراض المخ و الأعصاب هو مريض التصلب المتعدد، نظراً لتعدد أعراضه وشكواه، لأن التصلب المتعدد هو مرض نتيجة خلل في الجهاز المناعي، حيث تقوم الخلايا المناعية بمهاجمة خلايا الأعصاب و تؤدي إلى أعراض متنوعة و متعددة. هذا ما يدفع المريض إلى اللجوء إلى تخصصات مختلفة بخلاف تخصص المخ و الأعصاب، مما يؤخر التشخيص الدقيق و يعطل فرص العلاج المبكر. مثال ذلك:

- قد يشكو المريض من فقدان مفاجئ للبصر، عدم وضوح أو ازدواج في الرؤية، بهتان الألوان بسبب التهاب العصب البصري و يتوجه المريض إلى طبيب العيون الذي قد لا يكون على دراية بمرض التصلب المتعدد، مما يسهم في تأخر التشخيص.

- قد يعاني المريض من ضعف في الساقين، فيتوجه المريض إلى طبيب العظام.

- قد يشكو المريض من صعوبة في الاتزان بسبب خلل في مركز الاتزان، مما يدفعه للجوء إلى طبيب أنف و أذن ظناً منه أنها مشاكل تتعلق بالأذن و تأثيرها على الاتزان.

- خلل في مركز التحكم في الإخراج من المثانة حيث يختلط الأمر على المريض و يقدم على الذهاب إلى طبيب المسالك البولية.

- تنميل الساقين بسبب خلل في مركز الإحساس، فيتوجه المريض بالخطأ إلى طبيب العظام.

 آلام الفك الشديدة التي تشبه اللسعات الكهربائية و تمدد لثواني معدودة، و بسبب مكان الألم يندفع المريض إلى الظن أن المشكلة في الأسنان، فيتوجه مسرعاً إلى طبيب الأسنان و في حقيقة الأمر هو التهاب العصب الخامس و يحتاج دكتور أمراض المخ و الأعصاب.

الشعور بآلام في الأذن يدفع المريض إلى الذهاب إلى طبيب الأنف و الأذن، و لكنه في حقيقة الأمر هو التهاب العصب التاسع.

طفل يعاني من ارتجاف العينين، بربشة زائدة أو حركات لا إرادية حول العين. فيتوجه به الوالدين إلى طبيب العيون، و لكنها إحدى اللزمات الحركية حيث يعاني مريض توريت من لزمات حركية، و هي عبارة عن حركات لا إرادية حول العينين، حول الفم و بالوجه و الرقبة و اليدين، و قد يصلحبها لزمات صزتية في صورة أصوات متكررة من الحلق، مما يدعو المريض إلى الذهاب خطأً إلى طبيب الأنف و الأذن لفحص الأحبال الصوتية، و لكنها تعد جزء من متلازمة توريت.

 حالات صعوبات التحكم في الإخراج، سواء صعوبة التحكم في البول أو صعوبة إخراجه، غالبا ما يتوجه المريض إلى تخصص المسالك البولية، و لكنه يعاني من المثانة العصبية التي قد تحتاج إلى كشف لدى طبيب المخ و الأعصاب المختص لتحديد سبب المشكلة و أعطاء العلاج اللازم لها.

حالات القيء المتكرر المصحوب بالدوخة و الصداع، و قد يتوجه المريض خطأً لتخصصات أمراض الباطنة أو الأنف و الأذن، و لكن صداع الشقيقة يتم علاجه عن طريق طبيب المخ و الأعصاب المتخصص في علاج الصداع، و هناك خطوط علاجية حديثة لعلاج الصداع الشقيقة. أعرف المزيد عن أنواع الصداع و الصداع النصفي .

 حيث يبدأ المرض بآلام في الرقبة و أسفل الظهر و صعوبات في المشي، لذا قد يلجأ المريض إلى تخصص العظام، مما قد يؤخر تشخيص المرض و أعطاء العلاج المناسب.

كل ما تم ذكره يحتاج إلى تخصص أمراض المخ و الأعصاب و من المهم تصحيح المسار سريعاً إذا حدث خطأ في اختيار التخصص. 

و قد يحدث العكس: 

قد تتوجه حالات إلى طبيب المخ و الأعصاب و لكنها تتبع تخصصات أخرى، و من الأمثلة الشهيرة لذلك: 

- آلام المفاصل و الركبتين الذي يحتاج إلى تخصص الروماتيزم.

- ضعف القدرة الجنسية يحتاج إلى أمراض الذكورة.

- أورام المخ و النخاع الشوكي يحتاج إلى تخصص جراحه المخ و الأعصاب.

ملحوظة: لا بد أن تعرف أن هناك فرق بين تخصص أمراض المخ و الأعصاب و تخصص جراحة المخ و الأعصاب. طبيب أمراض المخ و الأعصاب مسؤول عن تشخيص حالتك و علاجك دوائيا أو تداخليا ًو إذا وجد الحالة تستحق الجراحة يقوم بتوجيهك إلى تخصص جراحة المخ و الأعصاب لإعادة التقييم و تحديد العملية و وقتها و نوعها.